تعامل النبي صلى الله عليه وسلم
يمسح على رأس الصبي ,
وكان e شديد الحياء والتواضع ,
يخصف نعله ,
ويَرقع ثوبه ,
ويحلب شاته ,
ويسير في خدمة أهله ,
ويحب الفقراء والمساكين ويجلس معهم ,
ويعُود مرضاهم ويشيع جنائزهم ولا يحتقر فقيراً ,
ويقبل المعذرة ,
ولا يقابل أحداً بما يكره ,
ويمشي مع الأرملة والرقيق ،
ولا يهاب الملوك ,
ويغضب لله تعالى ويرضا لرضاه ،
ويركب البعير والفرس والبغلة والحمار ,
ويعصب على بطنه الحجر من الجوع
وقد أوتي مفاتيح الخزائن الأرض
،
وراودته الجبال بأن تكون له ذهباً فأبى ،
وكان e يترك اللغوَ ,
ويبدأ من لقيه بالسلام ,
ويمزح ولا يقول إلا حقاً ,
من رآه بديهة هابه ،
ومن خالطه معرفة أحبه ،
أجمل الناس وداً ،
وأحسنهم وفاءً وعهدا ً،
وأكثرهم تواضعاً ،
وألينهم عَرِيكَة ،
وأغزرهم فضلاً وإحساناً ،
يرعى حق الصحبة القديمة ،
ويتعطف ذوي رحمه بصلاته ،
ويتلطف بالصغار من أولاده حتى في صلاته ،
ويعرض عمن تكلم بغير جميل ،
عالي الهِمَمْ وافر الفضل والكرمْ ،
يصل من قطعه ,
ويعطي من منعه ،
ويبذل لمن حرمه ،
ويعفو عمن ظلمه ،
ويغضُّ طرْفه عن القذى ،
ويحبس لسانه عن الأذى ،
ويصبر على ما يشُقُّ ويُكْره ،
ولا يزيد مع أذى الجاهل إلا صبراً وحلماً ،
وما خُير في أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن مأثماً ،
ولم يؤاخذ الذين كسروا رباعيته بل دعا لهم وعفا عنهم ,
ولم يقابل من شتمه ولا من أراده بسوء طولاً وفضلاً ،
ثابت في الشدائد ،
ساكن في اختلاف الأحوال ،
لا يتحيَّر في شدةٍ ولا يستكين لعظيمةٍ ،
لايهوله شيءٌ من أمر الدنيا ،
واضح الإجابة ،
ظاهر الحجة،
لا يحصره عيٌّ ,
ولا يقطعه عجزٌ ،
وعده مقرون بالإنجاز ،
ولفظه مشتمل على الإيجاز ،
مطبوعاً على السخاء ،
يعطي عطـاء من لا يخشى الفاقة ،
أسخى من الغمائم المثقلة ،
وأجرى بالخير من الريح المرسلة ،
ما سئل شيئاً قطُّ قال لا ،
ولا أعرض عن طالب ،
يجود بكل موجود ،
يؤثر على نفسه وأولاده ،
ويعيش عيش الفقراء ،
فيأتي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار،
وكان جوده كله لله تعالى ،
فتارة يبذل المال لفقير أو محتاج ،
وتارة ينفقه في سبيل الله،
وتارة يتألف به على الإسلام من سيقوى به الإسلام ،
معرضاً عن زخرف الدنيا مكتفياً بما هو كاف منها ،
لم يمِل إلى نضارتها،
ولم يستمتع بحلاوتها ،
ولم يُخَلِّفْ ذهباً ولا فضة ،
ولم يورث أهله وولده متاعاً ولا مالاً ،
رحمة بالإنسانية ،
وأقام لملك الله في أرضه ،
ووحد بني الإنسان وجعلهم أمةًً واحدةً
مرتبطين برابطة الإخاء والإيمان ،
أمر بالرفق وحثَّ عليه ،
ونهى عن العنف وبغَّضه ،
قال بمحاسن الأخلاق ,
ودعا إلى مستحسن الآداب ،
وحثَّ على صلة الأرحام ،
وندب إلى التعطف على الضعفاء والأيتام ،
ونهى عن التباغض والتحاسد ،
وكفَّ عن التقاطع والتباعد ،
يتخوَّل أصحابه بالموعظة حيناً بعد حين مخافة السآمة عليهم ،
ويدعوهم بكُناهم وأحب أسمائهم إليهم ،
ويميل إلى محادثتهم ومداعبة أبناءهم ولا يجيب أحداً منهم إلا بالتلبية ،
ويعم جميع جلسائه بالتسوية ,
بالتواضع موصوفاً ،
وبالوداعة موسوماً ،
ولا عجب فقد كان يتواضع لهم وهم أتباع ,
ويخفض جناحه لهم وهو مطاع ،
يمشى في الأسواق ،
ويمتزج بأصحابه وجلسائه ،
وهو بتواضعه متميز ،
وبخفض جناحه متعزز ,
فاستحكمت محبته في النفوس ،
حتى لم يبغضه مصاحب ,
ولم ينفر منه معاند ،
ولم يستوحش منه مباعد ،
فأصبح أحبَّ إلى أصحابه من آبائهم وأبنائهم ,
لم يكن بالجافي ولا بالمهين ،
دائم البشر ،
لين الجانب ،
ليس بفظ ولا غليظ ،
يتغافل عما لا يشتهي ،
ولا يؤيِّس راجيه منه ,
ولا يخيب فيه ،
قد ترك نفسه من ثلاث ، المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه ،
وترك الناس من ثلاث ، كان لا يذم أحداً ، ولا يعيبه ، ولا يطلب عورته ،
لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه ،
لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله تعالى
وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس
ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول ،
يحبس لسانه إلا فيما يعنيه ل
م يكن فاحشاً ولا متفحِّشاً ولا عيّاباً ولا صخاباً في الأسواق ،
ولا يجزئ بالسيئة السيئة ،
ولكن يعفو ويصفح ،
لم يلعن مسلماً بذكر اسمه ،
ولم يضرب بيده الشريفة قطُّ عبداً ولا أمةً ولا صبياً ولا امرأةً ولا انتهر خادماً ,
صلوا عليه وعلى آله